أثنى عليه علماء الجزائر من أمثال الشيخ البشير الإبراهيمي، والشيخ النُّعَيْمي، والشيخ الطيب العقبي، وغيرهم، ومما لُقّب به: "الشيخ العلامة"، و"مفتي الصحراء".
أُدرج اسمه ضمن موسوعة معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين، ومن بين القصائد الذي استشهدت بها الموسوعة على جيّد شعره قصيدته: "سوق الخريف 1948"
من آثاره العلمية التي تركها نذكر: "الإعلام بما اتفق عليه الستة الأعلام من الأحاديث والأحكام"، "التعريف بالعلامة عبد الرحمن الأخضري"، "علماء أعلام من منطقة بسكرة والزاب"، وغيرها كثير لازال مخطوطا تجاوز عددها 400 عمل.
له اطلاع واسع على علم الأصول بنوعيه: أصول الدين وأصول الفقه، وتبحّر في علوم الحديث سندا ومتنا، وعلى القراءات والمواريث والتاريخ، واشتهر بكونه نسّابة.
رفض الشيخ عبد المجيد تولي إمامة الجامع الكبير وكتشاوة والتدريس فيهما في عهد الوزير التيجاني هدام، وفضل البقاء في المنطقة التي أَلِفَهَا، لأنه أحسّ أنه سيكون أنفع لأبناء المنطقة لحاجتهم له.
رابط في ميدان التدريس والتعليم لمدة تزيد عن نصف قرن في "بسكرة" و"المغيّر" و"وادي ريغ"؛ لقد واظب على تفسير القرآن الكريم إلقاءً في جامع "عقبة بن نافع"
مع اندلاع ثورة نوفمبر المباركة ترأس لجنة جبهة التحرير الوطني لمدة ستة أشهر، حيث قامت بتوعية سكان المنطقة بضرورة المشاركة في الثورة ودعمها ماديا ومعنويا، وكان معه في هذه اللجنة لزهاري ثابت وعبد الله قسوم (والد الدكتور عبد الرزاق) وغيرهم.
وبعد أن اكتشف الاستعمار أمره هرب سنة 1957 إلى البادية، ومكث فيها متحمّلا أتعابها لمدة خمسة أشهر ثم دخل العاصمة باسم مستعار هو "رزق الله محمد" في جوان 1958، وبقي يواصل نشاطه التعليمي في غرفة صغيرة مُنِحَت له في "نزل بن الحفاف" بالقرب من جامع كتشاوة، حيث كانت هذه الغرفة هي مكان إقامته وملتقى طلبته، وبقي غريبا عن أهله وزوجه إلى منتصف أفريل سنة 1962.
عاد إلى مدينة "سيدي عقبة" بعد هذه الغربة القاسية الطويلة، يسترجع أنفاسه ويرتب شريط ذكرياته، ولكن محبيه في "المغيّر" لم يمهلوه وطلبوا منه القدوم للتوعية والفُتيا؛ فاستجاب دون تردد، فخطب ودرّس في المسجد العتيق ومسجد السوق الذي يسمى الآن مسجد بلال بن رباح
العدد 17: -الشيخ عبد المجيد حبه - "الشيخ العلامة، مفتي الصحراء"