"مقدّمة: لقد تناول الراعي في عظته الخامسة من سفر التكوين موضوع الله، الإنسان والجنّة. وقد أخذنا الى جنّة عدن، الى الفردوس، الى المكان الذي كنّا فيه قبل السقوط والذي خسرناه ونستعيده بالرب يسوع المسيح ويكتمل عند مجيئه. وإذا تأمّلنا في هذا النص نرى فرادته نرى أنّ الفكرة الرئيسيّة أو الشخصيّة التي تسود في كلّ هذه المقطع هو الربّ الإله وهذه العبارة تعني أنّ الله الذي خلق كلّ شيء وأيضاً الإله الشخصي الذي دخل في عهد مع الإنسان. وقد ذكرت عبارة الربّ الإله 7 مرات ولكن الأهم هو أنّه له المركز الأول والدور الرئيسي في وجود هذه الخليقة. غاية الكاتب أن يقول لنا عندما يكون الرب الأول هناك حياة، إثمار، بركة، إبداع، جمال، حضور الله، حياة أبديّة. وهذا النص مقارنة مع الفصل الثالث الذي يبدأ عن الحيّة والحديث عنها ومع حواء وآدم، والله غائب عن المشهد وإن كان هناك حديث عن الله في البداية هو الضمير الغائب. بينما إن بقي الله في المركز الأول هناك الحياة، العطاء، الكرم والبركات الإلهيّة.
1-ماذا نتعلّم عن الله؟
الله خلق كلّ شيء السماء والأرض، ثم خلق الإنسان، وغرس جنّة في هذه الأرض وأنبت الأشجار الشهيّة ثم وضع الإنسان في الجنّة وأعطاه وصيّة وحريّة بأن يأكل من كلّ هذه الأشجار ما عدا شجرة واحدة ووضع عليه مسؤوليّة الطاعة. وفي الجنّة شجرتين شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشرّ، شجرة الحياة تشير الى الشركة مع الله، الى الحياة مع الله والخلود معه، أما الشجرة الثانية أيّ معرفة الخير والشرّ إن أكل منها الإنسان يموت، وهي التمييز بين الصح والخطأ بعيداً عن الله، ربما تعني المعرفة المطلقة أو المعرفة من دون الله أيّ لديه حريّة، سيادة ذاتيّة من دون الله. وهنا يسقط الإنسان عندما يريد أن يكون في المركز الأول.
كيف يتصرّف الإنسان أمام هذا المشهد العظيم؟ الله الأب خلق هذا الكون، خلق الإنسان وخلق له المحيط لكي يعيش فيه وأعطاه الحريّة المطلقة ولكن قال له أن ينتبه أن له حريّة على كل شيء ولكن ليس أن يأخذ مكانه وأن يصير إله ويتسلّط ويتكبّر. تمسّك في هذا الإله الكريم الحاضر في كلّ مكان ويهتم بك وأعطاك الحريّة ووضع عليك المسؤوليّة.
2-ماذا نتعلّم عن طبيعة الإنسان؟
الإنسان مخلوق من تراب ومن مجد. ثمّ تكلّم عن معنى عبارة التراب في الكتاب المقدّس من خلال ثلاثة رموز:
أولاً: ترمز الى التواضع: لماذا يتكبّر الإنسان وهو مصنوع من تراب، كيف تعامل أخاك فهو مثلك من تراب وكيف يتكلّل بالمجد والبهاء؟ عندما يوضع بين يدي الإله الصالح الكريم الخالق، من هنا قيمته أنّه بين يدي الله.
ثانياً: ترمز الى الخِزي والإذلال: أكثر وقت أكل الشيطان التراب عندما علُّق الرب يسوع المسيح على الصليب.
بالصليب الله أعطانا خلاص وفداء وأيضاً هزم الشيطان. عندما تؤمن بيسوع وتعطي حياتك له يُهزم الشيطان.
-ثالثاُ: ترمز الى الموت: الإنسان مميّز لأنّ الله نفخ فيه نسمة حياة. لذا عندما تتنفّس أشكر الله فهو مصدر حياتك.
الإنسان يتنفّس الحياة، يأخذ الحياة أما يسوع روحاً محيياً معطي الحياة، الإنسان يتنشّق الحياة من الله أمّا يسوع يزفر يعطي بنفسه الحياة للآخرين. ثم تكلّم الراعي عن الإنسان قبل السقوط. لا أحد يعرف ولكن نحن لدينا يسوع المقام ولن ننال الخلود خارج يسوع المسيح.
3-ماذا نتعلّم عن دور الإنسان؟
-أنّ له رسالة يقوم بها
-أنّ لديه حريّة يتمتّع بها
-أنّ عليه مسؤوليّة الخضوع
المطلوب منّا أن نعيش دعوتنا، نستمتع بحرّيتنا ونخضع لهذا الإله الذي وضع علينا مسؤوليّة. وهذه الثلاثة تلخّص علاقتنا بالله. ومن المهم أن نعيشها بتوازن.
الخاتمة: ثم تكلّم أخيراً عن الجنة. آدم دخل الجنّة كانت في جمال، بهاء تنظيم بستان رائع، آدم الثاني يسوع في بستان آخر بستان الزيتون بستان جثسيماني.عندما دخل آدم البستان الأول كان يوجد به تنظيم وجميل وحضور الله في المكان بهي وجميل، لمّا دخل يسوع كان فيه عار وخطيّة وشرّ ومؤامرة لقتل البار وغدر. آدم الأول كان يتكلّم مع الحيّة والخطية وما يأكل وما لا يأكل. أما يسوع قضى كلّ وقته في الصلاة. آدم سقط بينما المسيح انتصر. آدم أخذ الخليقة نحو الموت والهلاك، يسوع جاء وليس فقط انتصر بل جيّر انتصاره لنا وأعطانا هذا الانتصار. في يسوع المسيح نستعيد صورة الله الى أبد الآبدين."