Listen

Description

"المقدمة: لقد ابتدأ المتكلّم رسالته عن المحبة العاملة مكمّلاً ما ابتدأه الراعي عن محبة الله لشعبه عند سيناء ليتكلّم عن محبّة الله وإرساليته. الله اختار ابراهيم وعمل معه وكوّن شعباً كان تحت العبوديّة، وبقيادة موسى قاده خارجاً من مصر الى جبل سيناء. بعدما أخطأ الشعب تبدّد على وجه الأرض ودعا الرب فيه الشعب وأعطاه دور وهويّة أنت أمّة مقدّسة أي مفرز مخصّص لأجل عمل الرب وتستمر في أن تكون كذلك. وكانت المهمة أن يكونوا مملكة كهنة أيّ دور الوسيط بأن يُعرف الرب عند الشعوب. وقد شدّد أن محبّة الله تجعلنا عاملين في حقله وإرساليته، لا يمكن أن تقوم المحبّة بذاتها دون إرساليّتها. مبادرة الله في خلاص شعبه مجاناً هي النعمة في العهد القديم دون قيد أو شرط.
والسؤال الى أيّ مدى هذا الشعب فهم هويّته ودوره الإرسالي بين الأمم؟ ومن الإشارات هي طاعة هذا الشعب للإستجابة لعمل الله. وقد تكلّم عن محبّة الله وإرساليته من خلال ثلاثة مفاهيم:

المفهوم الأول: مفهوم الإرساليّة النابع من هويّتي
يجب أن نقوم بدورنا بناءً على هويّتنا. إرساليّتنا هي الدور التي تلعبه الكنيسة بناءً على دورها وهويّتها وطبيعتها كشعب مفدي بنعمة الرب ومخصّص ومفرز لهذا العمل والدور.مفهوم الإرساليّة لا بدّ أن يكون نابع من هويّتي وإلّا تصبح الإرساليّة مجرّد إطار شكله الخارجي مقبول أمّا مضمونه ففارغ.

المفهوم الثاني: مفهوم الفداء النابع من هويّتي
اعتقد الشعب في العهد القديم أنّهم متميّزين عن غيرهم. هويّتهم كانت يجب أن تعكس صورة الله في الأمم وتجعل فداء الله ظاهر. الفداء في فكر الله قبل الدينونة. رسالتنا يجب أن تكون رسالة فداء وليست رسالة دينونة.
مفهوم الفداء لا بدّ أن يكون نابع من هويّتي وإلّا يصبح فداء الربّ بيدي أداة لدينونة الآخر بدلاً من أن يكون أداة لفدائه وخلاصه.

المفهوم الثالث: مفهوم الثقة النابع من هويّتي
رغم الظروف المحيطة بالشعب قال لهم الرب انظروا إليّ. لم يفهم الشعب إرساليّته في المرّة الأولى، اعتقدوا أنّهم متميّزين، فشلوا ولكن هنا دليل ملموس ""ثقوا بي"" ثقتنا ومعرفتنا بالربّ تجعلنا مطمئنّين وتمكّننا من الوصول الى مجتمعاتنا.
مفهوم الثقة لا بدّ أن يكون نابع من هويّتي وإلّا أصبح محوري الذات بدلاً من أن أكون الأداة التنفيذيّة التي من خلالها يحقّق الربّ قصده ومشيئته بين الأمم."