Listen

Description

"المقدمة: لقد تابع الراعي السلسلة التعليميّة حول تربية الأولاد وقد تناول في عظته أهميّة النمذجة، والهدف من ذلك تشجيع الأهل لكي يكونوا النموذج الصالح الذي يقتدي به الأولاد لأنّهم يتأثّرون بما يرون. وقد أثبتت الدراسات أنّ النمذجة هي الوسيلة الأكثر فعاليّة في التعليم وأنّ الأبوين هم الأكثر تأثيراً على الأولاد. فالتعلّم يتحقّق إن عشنا ما نعلّم.
وقد طرح الراعي السؤال: لماذا يرفض أولادنا تعاليمنا؟ السبب هو النفاق أو الرياء، أن نفعل عكس ما نقول. المطلوب عكس الرياء، ليس الكمال بل الأصالة. والفرق بين الكمال والأصالة، أنّ الكمال هو الادّعاء بأنّني لا أخطىء، أما الأصالة أن أسعى أن أعيش ما أعلّم وعندما أخطىء أعتذر. وشدّد الراعي أنّ أفضل طريقة لحماية نفسك من الرياء ولحماية أولادك من العثرة هي أن تعتذر من أولادك كلّما تخطىء، وأفضل طريقة لكي تعيش ما تقول هو أن تسمح لنفسك بأن تكون مساءلاً من أولادك، من خلال إعطائهم الحريّة ليقولوا لك عن غلطك.
وقد قدّم الراعي دعوة لكي تكون النموذج الأروع لأولادك في ثلاثة محاور:
1-في علاقتك بالله: ككنيسة نرغب بمساعدتك لكي تعيش علاقة متينة بينك وبين الله فيرى أولادك محبّتك لله فيحبّونه بدورهم. هذه العلاقة تتلخّص في درب اتّباع المسيح حيث تبدأ بالإيمان الحقيقي.. هذا الإيمان الحيّ يجذب أولادنا الى يسوع المحبّ، الغافر والصالح والفادي. إن كنت تريد أن يكون لك علاقة قويّة مع الربّ، هو يقف على باب قلبك اسمح له بالدخول. تعال إليه تُصبح أباً أفضل مميّز جداً وأمّاً متميّزة جداً وعندما يرى أولادك هذا الحبّ الحقيقي ليسوع ينجذبون أيضاً الى يسوع.
2-كن النموذج الصالح في علاقتك بالآخرين: أولادك يراقبون علاقاتك ويقلّدونك. إن كنت تريد مرآة صادقة تكشف من أنت، انظر الى أولادك وكيف يتصرّفون. كما تعامل الآخرين هكذا يفعل الأولاد. عندما تؤدّب أولادك، هم يراقبونك. عندما توجّه وتهذّب باحترام كامل للآخرين وعندما تتكلّم مع الآخر دون إهانة، تعبّر عن استيائك وانزعاجك دون إهانة الآخر، أولادك يتعلّمون منك أن يفعلوا كذلك. من المهمّ أن تعرف أنّ أولادك براقبونك.
3-كن نموذجاً صالحاً في علاقتك بالظروف من حولك والأشياء: علاقتك بالأشياء من حولك وتعاملك مع الظروف تعكس ما في قلبك من صلاح أو عدمه. ردود أفعالك تكشف قيمك. كيف هي علاقتك بما تملك، بالمال، بالظروف من حولك، بالتحدّيات التي تصادفك، علاقتك بالخسارة والربح، بالألم، بالمرض أو بالموت، كيف تريد أولادك أن يتعاملوا مع تلك الظروف، مع الحياة. كن النموذج الصالح لكي يتمثّلوا بك. عِش، اسعَ، أن تكون النموذج الصالح في علاقتك بالله وبالآخرين وبالأشياء ن حولك، سيكون لديك أولاد سيعيشون حسب تعاليم الكلمة المقدّسة.
هل يمكن أن نعثر أولادنا؟ نعم، إن كنا نعيش في رياء، إن كنّا لا نعتذر لأولادنا عندما نُخطىء. الكنيسة لا تعثر أولادنا، بل البيت هو الذي يعثر، سلوك الأباء والأمهات يعثر أولادنا، الازدواجيّة، النفاق.
ثم توجّه الراعي بكلمة بأنّه يثق بالأهل ويقول للأولاد أن يتمثّلوا بهم، تأمّلوا بحياتهم، شاهدوا علاقتهم بالله ومحبّتهم وتمثّلوا بهم، شاهدوا علاقتهم المقدّسة مع الآخرين لاحظوا كيف يعتذرون عندما يخطئون، شاهدوا كيف يواجهون الحياة. هم صورة يسوع بينكم.
وفي الختام تكلّم الراعي عن أمرين:
1-النمذجة تحتاج الى وقت، تتطلّب أن تكون متاحاً لأولادك. أولادي أهمّ من إنجازاتي.
2-توجد منافسة بيننا وبين العالم. أولادنا لا يقلّدون الأهل فقط بل أيضاً يقلّدون الأصدقاء ومشاهير العالم، المعلمة والأستاذ والأبطال وذلك لأن بعضهم لديهم صفات جذّابة كالشجاعة واللطف والقبول، لا تدع أحد يسبقك أيّها الأب وأيّتها الأمّ ، كن أنت الشخص الدافىء والحنون والشجاع والجذّاب لأولادك، عشّ أمامهم بالمحبّة فتتفتح براعم المحبّة في بيتك ومن جيل الى جيل. هكذا نحقّق غاية التربية أن نحبّ الله من كلّ قلوبنا وأفكارنا وقوّتنا ونحبّ قريبنا محبّتنا لنفوسنا فيتمجّد الله بنا وبعائلاتنا ويتغيّر لبنان نحو الأفضل."