"المقدمة: لقد تناول الراعي موضوع أهميّة التهذيب من سلسلة تربية الأولاد. وقد أوضح الراعي أنّ تربية الولد أهمّ ما نقوم به في الحياة، إذ من خلال التربية تتجلّى صورة الله من خلالنا. الولد أمانة بين يدينا ودورنا أن نرعاهم ونرشدهم ونكون نماذج حيّة يقتادون بها وعند الحاجة نؤدّبهم أو نهذّبهم. وقد شدّد الؤاعي أنّ التهذيب هو أداة لخير الولد وليس الغاية، وفعل ممارسة التهذيب يجب أن يكون محاط بالمحبّة والسلطة بالمعنى الإيجابي، والغاية من التهذيب تحقيق النضوج في حياة الولد. النضوج لا يحدث من خلال التأديب إنّما من خلال التوجيه والتربية، التهذيب أوالتأديب أداة ضروريّة تُستخدم عند الحاجة من أجل مساعدة الولد على النضوج. ونستخدم هذه الأداة عندما يتمرّد أو عندما بإرادته يختار الولد العضيان على الطاعة. النضوج هو الغاية، والتوجيه أوالتربية هي الطريق نحو الغاية، والتهذيب بمعنى التأديب هو أداة في عمليّة التربية غايتها حماية الولد من الانزلاق أو الموت.
كيف أوجّه ولدي؟ من خلال 1-تقديم المحبّة الغير مشروطة، 2-نقل المعرفة والحكمة بشكل مناسب، 3-مشاركة خبرات الحياة لتدريبهم على مواجهتها، 4-تأمين فرص للتعلّم من خلال مراجعة ما حدث معهم، 5-الإنسحاب الإيجابي، 6-إذا كان هناك تمرّدنؤدب الولد. ثم قدّم الراعي 4 مبادىء مهمّة حول التهذيب:
المبدأ الأول: التأديب ضرورة في تربية الأولاد: التأديب ضرورة في الكتاب المقدس ولكن ليس الذي يدمّر الآخرأو الذي يقود الى الغضب والاستياء ضد الطفل. الهدف من التربية في الكتاب هي أن يسلك الولد سلوكاً جيداً ليس بسبب خارجي من أحد إنّما بسبب قناعة نابعة من إرادة داخليّة وقرارات سليمة واختيارات صادقة. الأولاد يحبّون السلطة ويشعرون بالأمان عندما يكون هناك ضوابط. وقواعد ومبادىء.
المبدأ الثاني: ما تزرعه إياه تحصد: ععلينا أن نساعد أولادنا بربط السلوك بعواقب السلوك ونتائجه عليهم أيّ على كلّ ولد أن يعرف نتائج وعواقب أفعاله. كلّ شخص مسؤول عن سلوكه.
المبدأ الثالث: مبدأ الوضوح: علينا أن نكون واضحين مع أولادنا وما هو مطلوب منهم قبل تأديبهم. وقد قدّم الراعي ثلاث ملاحظات:1-الوضوح لا يجب أن يحدث فقط مباشرة قبل تأديب الولد العاصي، الوضوح نهج وحياة 2-يجب أن يكون وضوح بنوع العقاب قبل أن يتمرّد الولد، أن يكون إنذار واضح وواقعي 3- أن تشارك مع أولادك لماذا هذه الضوابط مهمّة. المهم أن تكون واضحاً بما هو مطلوب من الولد وما هو العقاب.
المبدأ الرابع: مبدأ التوافق على تأديب الولد: أن يدعم الزوج الزوجة والزوجة زوجها. عدم التوافق يسبّب مشاكل نفسيّة للطفل في المستقبل. لا يجوز أن يقوم أحد الزوجين بعمليّة التأديب دون الآخر. على كلا الوالدين أن يقدّما الحبّ والتأديب في تناغم وانسجام. وهنا ضرورة التواصل بين الأهل لتربية الأولاد وتجنّب الخلافات، إذ أنّ المشكلة اليوم أنّ الخلافات الزوجيّة هي التي تدمّر الأولاد.
في الختام: التأديب ضرورة وجزء من التربية، التأديب بركة عظيمة إذا وُضع في إطار المحبّة. ساعد أولادك أن يربطوا بين السلوك وعواقب السلوك ونتائجها على حياتهم، الذي يزرعه الإنسان إيّاه يحصد أيضاً، كن واضحاً بما تتوقّع من أولادك، علّم أولادك المبادىء الصحيحة، علّمهم الوضوح الكامل، عش بانسجام وتوافق بينك وبين زوجتك.
"
