Listen

Description

"المقدمة: بدأ الراعي بلمحة عن ما تكلّم عنه سابقاً من متى 6: 33 حيث تعلّمنا عن أهميّة الملكوت. وفي هذه العظة سندخل الى عالم الملكوت إذ الغاية منها أن نفهم أهميّة الغفران لكلّ واحد منا وقد تناول متى 18: 21 – 35 مفسّراً المقطع آية آية، ماذا أعمل إن أخطأ أخي تجاهي، الآخر أساء إليك، أنت تبادر. نرى بطرس يبادر هنا. المبادرة لا تخلو من الخطر وأيضاً المبادرة تُكافأ. كم مرّة يخطىء إليّ أخي وأنا أغفر؟ يسوع جاوب بطرس، الإنسان يفكّر الى أيّ مدى، الإنسان محدود لكن يسوع غير محدود. النعمة فاقدة للذاكرة تنسى الخطأ. كم مرة نغفر 70 مرة 7 مرات؟ الرقم غير مهمّ، الغفران بلا حدود الى ما لا نهاية. الذي يغفر لا يعدّ إساءات الآخر.
كلام يسوع موجّه الى التلاميذ، عندما تدخل الملكوت كتلميذ يجب أن تتعلّم أن تعيش الغفران. المسيحيّة وُلدت من حضن الغفران. المغفور لك يجعلك غافر للآخرين. المطلوب أنّه كل ما نختبر الغفران أن نعكس الغفران. الممارسة تجعل المستحيل ممكن، أن تعيش ما لم نعيشه. كن المرآة التي تعكس غفران الله في هذا العالم. تذكّر أنّ عدم الغفران مثل ثقب في سفينة، إن لم تعالجه تغرق السفينة. ثم أخبر هذا النص أنه يشبه ملكوت السماوات إنساناً ملكاً أراد أن يحاسب عبيده وكان له عبد حاول أن يبيع ماله ليوفي الدين بحيث كان كبيراً، فخرّ العبد وسجد وقال له أن يتمهّل عليه. عندما العدالة تكون ضدك أطلب الرحمة فتحنّن سيّد ذلك العبد وأطلقه وترك له الدين، عندنا إله يتحنّن. السيّد لم يتردّد وسامح العبد. هنا إشارة الى دين الخطيّة. غفران الله نهر جارف وعندما تختبر غفران الله تختبر الحريّة. تعال الى الرب ليريحك. ثم خرج العبد من عند سيده الذي غفر له وذهب الى زميله يطلب ماله منه. الإنسان يريد من الله أن يرحمه ولا يرحم أخوه الإنسان. هل تغفر لأخيك؟ إساءة الناس لك شيء مؤلم لكن لنرى ما فعله يسوع تجاهنا. إن كان ربّنا غفر لنا الكثير أقلّه نغفر لبعضنا. فنرى العبد أنّه صاحب حق في الآية30 لكن فاقد للنعمة. لم يؤنّبه ضميره، المال يُخدّر ضمائر الناس فلا تشعر بالغلط. دعاه سيده وقال له أيها العبد الشرير، أنت يا إنسان شرير إن لم تغفر للآخرين. اعتبره شرير لأنّه اختبر موقف الغفران ولكن لم يقدر أن يغفر لغيره. "كلّ ذلك الدين تركته لك". نحن دائماً نبرّر عدم الغفران. تصرّف يا مؤمن تجاه الآخرين كما تصرّف الله تجاهك. غفران الله غفران ديناميكي يُغيّر الحياة ويُحفّزك على الغفران. ينبغي أن تغفر وعلى الغفران أن يقودك.
الآية 34 وغضب سيّده كلمة قوية الله غير مستعد أن يغفر خطية عدم الغفران تجاه أخيك الإنسان الذي مات من أجله على الصليب. التشديد هنا أن الله يحاسب الإنسان. هذا قانون إلهي لا تقدر أن تختبر الغفران ولا تغفر لغيرك. الغفران يعطي وحدة ومحبة حقيقية لحياتنا. تعيش الجحيم مرتين عندما لا تغفر. الدرس هنا غفران الله ليس فقط عطية بل هو عطيّة ومسؤوليّة. ليس فقط هديّة مجانيّة هو هديّة يضعها الله بين يديك تهديها لغيرك. عدم الغفران خطة تحرمنا من التمتّع بحضور الله اليوم والى الأبد.
هو عطيّة مجانيّة عندما ترفضها ترفض أهمّ عطيّة. ترفضها عندما لا تغفر لأخيك وتقبلها عندما تسامح أخاك. الغفران يكلّف بأن تغفر دائماً إساءة الآخرين. يجب أن يصبح الغفران أسلوب حياة.
في الختام، تذكّر إنّ للنعمة كرامتها لا تقدر أن تستفيد منها وتحتقرها في آنٍ واحد. النعمة المختبرة نعمة مُعاشة. هل اختبرت نعمة الله، غفران الله، تعال إليه اليوم. إن كنت تحتاج الى نعمة وغفران الله."