"المقدّمة: لقد تناول الراعي موضوع "أنتم ملح الأرض" الجزء الثاني من سلسلة "حياة الملكوت" حيث أشار أنّ الرب يسوع تكلّم عن موضوع الملح في ثلاثة أماكن في الكتاب المقدس في متى 5، ولوقا 14 وقد ركّز على هذا المقطع في عظته إذ يقول الرب يسوع أنّ الملح جيّد أو المقصود جيّد هو الملح، أنت جودة المجتمع، أنت مميّز، لك تأثير في المجتمع الذي تعيش فيه، أنت على صورة الله في هذا العالم، دورك مهمّ. أنت سفير المسيح على الأرض. أنتم ملح الأرض لكم تأثير في هذا العالم. ثم طرح السؤال: كيف يصبح الملح فاسداً؟ ثم قرأ من لوقا 14: 25 – 35 وتكلّم عن ثلاث علامات للملح الجيّد:
العلامة الأولى: يسوع قبل الآخر. هذا التلميذ حقيقي هو مدعو أن يحبّ الجميع لكن محبّته أقل من محبّته للربّ.
لوقا 14: 26 يسوع دعانا أن نحبّ ويقول لنا هنا كلمة "يبغض"، هذه العبارة معناها أن تحبّ أقل وليس بمعنى أن تبغض. ويسوع يقول هنا أنّه لا يمكنك أن تكون تلميذي إلا إذا كنت أنا أكثر شخص الذي يجب أن تحبّه في حياتك. يجب أن أكون الأول في حياتك. وولائك لي والتزامك لي وانتسابك لي قبل الأهل والعائلة. محبّة الله هي الأولى في حياتك ومنها ترتوي وتروي العالم. من حولك وتعيش ملح في الأرض. إذاً المحبّة له أوّلاً وكلّ علاقة تقف حاجز بينك وبين الربّ عليك أن تقطعها.
الملح يُمتحن ليس بكثرة المواهب والقدرات إنّما بقيمة المحبّة التي تملأ كيانك تجاه الذي أعطى ذاته من أجلك على الصليب.
افحص كلّ علاقة هل تقرّبك من الربّ أم لا. وقدّم الراعي دعوة الى قطع كل علاقة تمنعنا أن نحبّ الربّ أكثر وأن نعيش له أكثر. و أنّ كل علاقة تضعف علاقتنا مع الربّ بأن نكون ملح ونقطعها.
العلامة الثانية: يسوع قبل الأنا. أنت ملح صالح غير فاسد إن كنت تحبّ نفسك أقل من محبّتك للربّ. لوقا 14: 26 كيف أبغض نفسي؟ ليس المقصود أن تكره نفسك بالطريقة المدمّرة نفسيّاً، أن تحبّ نفسك الغاية الأنانيّة، كلّ شيء لذّتي وحاجتي وأنا، هذه الطريقة تدمّر حياتك. لكي لا تخسر نفسك يجب أن يكون يسوع قبل الذات. يُمتحن الملح بمكانة يسوع في حياتك. هل هو قبل الذات أو بعد الذات؟ يجب أن يكون يسوع قبل الذات. أن تكون تلميذ هو أن تنشغل بالربّ أولاً.
إذاا الربّ أولاً والذات ثانياً، أنت مكتفٍ لأنّ الربّ أوّلاً. إذا الرب أولا والنجاح ثانياً أنت ناجح قبل أن تبدأ مسيرة النجاح. إذا الربّ أولاً لديك وقت تقضيه معه. مَن اليوم على عرش قلبك الأنا أم يسوع؟. التلمذة تُمتحن في هذه المسألة العميقة مَن على عرش قلبك، إن كان يسوع أنت ملح العالم. التلمذة مكلفة وهي أن تضع يسوع على عرش قلبك.
العلامة الثالثة: يسوع قبل الحياة. الإيمان أغلى من الحياة. لوقا 14: 27و33 هل نحن مستعدّون أن نضحّي، أن يكون مصيري مثل مصير يسوع، أن أدفع الثمن، أن نتخلّى عن أمور من أجل يسوع. دون كلفة يفقد الملح قيمته. المحبّة لله هي الأصل والتضحية هي ثمر الشجرة. لا محبّة من دون تضحيّة. رسالة التضحية صعبة. الغنى الحقيقي يكون بالتضحية الحقيقيّة. هذا مبدأ ملكوت الله.
في الختام أنت جودة المجتمع والدعوة هي أن تحبّ الربّ قبل أيّ إنسان آخر. أن تحبّ الربّ قبل ذاتك عندها تجد ذاتك. أن تحبّ الربّ قبل حياتك تجد الحياة ومعنى الحياة في يسوع المسيح وهكذا تكون ملح في هذا العالم.
أن تكون ملح هي دعوة لكي تعيش الحبّ الحقيقي الذي يصنع منك الملح الذي يغيّر العالم. ثم تمّ وضع فيديو وختم الراعي في الصلاة."