"المقدّمة: أعطى الراعي لمحة عامة عن ما تكلّم به سابقاً ثم تابع عظته "أنتم ملح الأرض" الجزء الثالث من سلسلة "حياة الملكوت" حيث قرأ من مرقس 9: 49 – 50
مرقس 9: 49 كلّ واحد يملّح بنار تذكّرنا بالذبيحة، وكلّ ذبيحة تملّح بملح تذكّرنا هذه العبارة بالرسول بولس حين قال قدّموا أجسادكم ذبيحة حيّة مقدّسة مرضيّهة عند الله، نحن ذبيحة حيّة غير ميّتة. نقدّم حياتنا في خدمة الرب، عمرنا، مواهبنا، نكرّس حياتنا، نتقدّس، نخصّص ذواتنا لخدمة الربّ. المقصود أن نأخذ الكنيسة الى العالم ونؤثّر في العالم.
مرقس 9: 50 وتكلّم عن ثلاثة أمور: 1-علاقة الملح بالنار، النار مرتبط بالتطهير، بالنقاوة الداخليّة، نار الروح القدس. وكيف أنّ التحدّيات في العالم تُملّح الإنسان. 2-لا يقول هنا أنتم ملح العالم بل ليكن لكم في أنفسكم ملح مما يعني شيء من الخارج يدخل الى الداخل ويجعلني أن أكون ملح. 3-هناك علاقة بين الملح والمصالحة بين الناس. وإذا تأمّلنا في السياق نرى أوّلاً أنّ كل ما هو قبل الآية 49 حديث عن نزاعات في العلاقات، في المشاكل، في التحدّيات، ثم يتكلّم عن الملح ومن ثم عن المصالحة. الملح له علاقة بالنزاعات وله علاقة بالمصالحة. هذه النزاعات تُحل من خلال هذا الملح. في متى ولوقا الكلام موجّه لنا بأن نكون ملح في العالم، أمّا هنا الحديث له علاقة بالعلاقات الداخليّة بيننا. السؤال: ما هو الملح في السياق؟
الملح ليس أعمال صالحة نفعلها. هذه ميزة متحورة حول يسوع المسيح، هذه نوعيّة حياة معيّنة. التي فيها الصليب في صميمها، التي لا تنجذب للسلطة في العالم أو لمحبّة الذات أو لإقصاء الآخر بل هذا الملح الذي يصنع السلام في العالم، الذي يُصالح الناس مع بعضهم البعض. هذا النوع من الشخصيّة التي تتشكّل في ضوء الإنجيل التي من الممكن أن تعمل تغيير حقيقي في المصالحة والسلام بين شعب الرب وفي العالم. وتحلّ النزاعات إن وُجدت من خلال الملح الذي فينا. كيف نقبل الآخر المختلف عنا من خلال الملح الذي فينا. وقد طرح الراعي السؤال كيف تتصرّف إن كان في داخلنا هذا النوع من الملح؟ وهذا الموضوع الذي ركّز عليه. العدد 33 – 34 عندما كان التلاميذ يتحاججون من هو أعظم. الذي فيه الملح لا يفكّر أن يكون عظيماً بل كيف يجعل غيره عظيم ويشجّع ويبني وينجّح الغير في الحياة. الذي فيه ملح لا يتنافس مع الغير بل يتنافس مع نفسه. الذي فيه ملح يرى الآخر شريك لا غنى عنه في امتداد ملكوت الله. يحتاج الى الآخر ومواهبه لأنّ مواهبه محدودة للتأثير في العالم. العدد 35 من أراد أن يكون أولا، أن يكون آخر الكل وخادم الكلّ. الذي يريد أن يكون ملح يأخذ موقع الخادم. الخدمة هي مضادة لسمّ الكبرياء. ثم تكلّم الراعي عن كيف نخدم وأنّ كل شخص يتنفّس يحتاج الى كلمة تشجيع. الذي فيه ملح هو الخادم. العدد 36-37 حصل شيء مهمّ أخذ يسوع ولد واحتضنه وقال من يقيبل أحد هؤلاء الأطفال يقبلني ويقبل من أرسلني هنا من فيه ملح لا يحارب الآخر بل يعانق الآخر ويضمّه الى صدره. افحص نفسك؟ الذي فيه ملح فليستثمر في الضعفاء، الذي فيه ملح لا يكلّ في مساعدة الآخرين،. العدد 38 عندما جاء يوحنا الى يسوع وقال له أنهم منعوا شخص بأن يخرج شياطين لأنه ليس من أتباع يسوع وحزن يسوع وقال له أن من ليس معنا ليس علينا. الذي فيه ملح لا يمنع عمل الله بأن ينمو في كل مكان. المختلف عني هو جودة بحدّ ذاته وليس عدو لي. من أهم الأدوات اليوم هي الشراكات أي أن نكون في شركة مع الآخر. هل نقدر أن نطبّق تعليم يسوع على الشأن العام؟ الأعداد 42-47 يشدّد المسيح أن لا نكون عثرة. والذي فيه ملح لا يسبّب العثرة ويقطع كلّ ما يسبّب العثرة. العدد 49 يملّح بنار، يُملّح من الداخل. النار نقّيك أنت، وتطهّرك، تحرّرك أنت لكي تغيّر غيرك. لكي تكون ملح يجب أن تسمح للنار أن تحرق أمور عديدة في حياتك. خدمة الآخرين تبدأ بتغيير الذات. العدد 50 ينهي الرب حديثه في عبارة ليكن لكم في أنفسكم ملح وسالموا بعضكم بعضاً. تبني للسلام الآتي، يوجد تحضير، في صنع السلام مبادرة لصناعة السلام، وحفظ السلام يجب أن نحافظ عليه في بلادنا وهو أساسي في تعليم يسوع، معه ومع ذواتنا ومع الآخرين حولنا. سالموا بعضكم البعض وإن كان لا يوجد ملح في الداخل لا تقدر أن تسالم وتحبّ، هو صفّة الشخصية غير الأنانية. هذه حياة التلمذة التي في صلبها الصليب.
وفي الختام قدّم الراعي دعوة للتعرّف على يسوع إذ عندما تقبل يسوع تقبل أخاك، أختك، وكلّ إنسان في هذا العالم. إن كنت تريد ملح في لبنان لنستقبل ملح الله في قلوبنا لكي نقدر أن نغيّر العالم من حولنا."