المقدمة: ابتدأ الراعي كلامه أنّه عندما نفتح الكتاب المقدس أنت تدخل الى عالم جديد، عندما تفتح الكلمة أنت تدخل الى عالم الكتاب المقدّس صُنع الله. وأعطى ملخصاً عن الجزء الأول "في البدء خلق الله السماوات والأرض" حيث تمّ تفسير الآية في سياقها كما درسنا نوع الأدب والأصل في كتابة الفصل الأول. مشيراً الى الهموم الكنسيّة التي ترى أنّ العلم تهديد وترفض المجاز والهمّ الآخر الذي يقول أنّ هذه الأمور أساطير.
ماء والأرض يعتني بك. فلا تخف من شيء. وعلّم أنّ تلميذ الكلمة يؤتفع فوق كلّ هذه وبنظر الى النصّ للتأمّل وتمجيد الخالق. إنّها نافذة لاهوتيّة الى الله الذي يدعوك للشركة معه والعبادة الحقيقيّة. كما أنّ الراعي أخذ نفس الآية ليستخرج منها مبادىء لاهوتيّة تطبيقيّة. مركّزاً أنّه عندما نستعمل فعل خلق يعني هناك فاعل ومفعول به، يعني خلق خالق خليقة، هو سبب وجودها وتركها توجد وصنع فيها حياة.
ما هي الدروس اللاهوتيّة التي نتعلّمها؟
1) الله هو الخالق: الدروس اللاهوتيّة:
1-الله وعلاقته بالخليقة: ماذا يعني أن الله هو الخالق؟ هو مرتبط بالخليقة لأنّه خلقها ومستقل عنها. هو منفصل عنها، سبّب وجودها تركها توجد. هل أنت في قيادتك هكذا، أنت قريب ومنفصل تعطي الآخر حريّة.
2-الله وغاية الخليقة: مبدع خلق الخليقة أيّ للخليقة غاية وقصد. هي تعكس طبيعة الخالق وتجعلني أفهم غاية الخليقة. يجب أن نسأ ما هو القصد من وجودي. أنت موجود لغاية معيّنة. لماذا أنت هنا؟ القصد تكتشفه من الخالق الذي خلقك؟ ما هي دعوتك؟
3-الله والواقع الذي نعيشه: مع الله يوجد بديل للواقع. عندما يبدأ الله بداية جديدة يحدث تغيير. الله يصنع من لا شيء وهو يبدّل الواقع. لدينا إله يأتي في وسط خرابنا ويولد منه الجمال.
4-الله والكرم الذي نتمتّع به: في البدء خلق السماوات والأرض انعكاس لكرم الله وأمام هذا الفيض من كرم الله الذي تكلّم عنه في مزمور 65 لا يسعنا إلاّ أن نتجاوب.
كيف نتجاوب مع ما صنع الله؟
2) الله هو الخالق: التجاوب الصادق:
1-بالخضوع: هي دعوة من الله وليست إكراه أو إجبار للدخول. يدعوك ولا يجبرك على شيء. يدعوك للمحبة، للمصالحة، للخلاص... دعوة عير ملزمة ولكن تحفّزنا. فهل تلبّي الدعوة؟
2-بالتوبة: نتوب عن ضعف إيماننا أمام حقيقة في البدء خلق...نتوب عن خوفنا، عن نمط حياة تعكس حياة بإله ميّت لكن إلهنا حيّ.نتوب عن قراءة خاطئة للذات، أنت صناعة إلهيّة، مخلوق على صورته. نتوب عن كبريائنا. هذا الصانع، الخالق، نحن لوحة صنع يديه يحافظ علينا وكلّ ما صنعه حسن.
3-بالالتزام: عندما تعرف أنّ الله خلق، يولّد التزام فيك نحوه. هذا التزام مبني على المحبّة والثقة. هل تقول واحدة سألت وإياها ألتمس أن أسكن...نلتزم لأنّنا نحبّه.
4-بالراحة: أصبح الله نموذجاً لنا. هذا إعلان أنّني أثق بإله واثق لدرجة أنّه هو استراح. أؤمن بإله ينام في السفينة. أنا أستريح يوم الراحة يعني أنّ الحياة لا تعتمد عليّ بل هي هبة معطاة من الله. اعتراف أن الله وحده صانع التاريخ. يوم الراحة إعلان أنّ الإنسان يتحرّر من ذاته وكبريائه.
5-بالعبادة: الطاعة تتجسّد بالعبادة. نتجاوب بفرح وامتنان ليس بثقل الوصيّة. اعتراف الإيمان هو عبادة. لذا أدعوك العبادة. العبادة هي كامل الأسبوع، في العمل، في البيت، في العلاقات. العبادة الحقيقيّة هي إعطاء حياتك بالكامل لهذا الإله، بالشكر للإله. لنعبده ونسجد أمامه بالشكر والامتنان. نلتزم معه، نطيعه ونعطيه حياتنا.